شرف تحلى به كشاف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على خاتم الرسل والأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام .أما بعد

قصص حدثت لي في معسكر الخدمة العامة بمنى الوادي لحج 1431هـ,أول يومان لي في معسكر من الوادي هي كانت بداية استطلاعي للموقع وانطلاقة ذاكرتي لحفظ المكان ودلالاته,وفي يومي الثالث بدأتُ في مهمتي ( المسح الميداني ) وكنت قد حفظت بعض من الأماكن القريبة,وكنت أتخلف عن فرقتي حاملا خريطتي في يدي أجوب أرجاء منى الوادي, في صباح يومي الرابع خرجت برفقة فرقتي لأداء المهمة فوجدت حاجاً كبير في السن تائهاً يكاد يُغمى عليه من التعب والإرهاق الشديد,فأسرعت به إلى اقرب مركز صحي,وفور وصولي إلى المركز الصحي وجدت ذويه وعلى وجوههم ملامح الحزن,في لحظة رؤية ضالتهم لم يصدقوا أعينهم وكادوا يطيرون من الفرح,لم أدري ما سبب فرحتهم,فتوجهت إلي الأم وأحد أبنائها,فأخبروني أنهم قد أضاعوا رب أسرتهم من سبع ساعات ولم يجدوه وقام الابن الأكبر بالشكر نيابة عن أفراد عائلته التي لم تعرف طعماً للراحة في غياب والدهم التائه,وبعد ثلاثة أيام توجهنا إلى المهمة المسندة إلينا وهي مساندة أمانة العاصمة المقدسة,كنت اضن أني لن أجد صعوبات في مهمتي ,لاكن ما توقعته كان العكس تماماً,فكان الناس يتضاربون ويثورون على بعضهم البعض,وكان الذي يزيد الطين بله هم رجال الأمن,فبعضهم لا يجيد التعامل مع الآخرين فأجده يرفع صوته على الحجاج وهو في غنى عن السخط ورفع الصوت,وبعضهم إذا سأله حاجا فلا يريد الرد فيقوم بطرده,وبعضهم لا يراعي تعب عجوز كبير في السن أتعبه المسير الطويل فلا يرشده لمكان يستظل فيه أو يساعده ويخفف عنه,هنا بدأت بمهمتين بدلا عن مهمة واحدة,منت أساند عناصر فرقتي في الأمانة واذهب لمساعدة الحجاج وإرشادهم وقد شجعني قائد الفرقة على هذا العمل قائلا انه لمن الشرف العظيم تحمل المشقة في سبيل مساعدة الحجيج,وفي يوم من الأيام كنت أتناول طعام العشاء برفقة زملائي في مقر إقامة الفرقة,كان قائد الفرقة خارجا يتبادل الحديث مع مهندسين الأمانة,فأتتهم عائلة تائهة وأراد القائد أن يدلهم فكان مكان إقامتهم بعيداً, فإذا بقائد الفرقة يقوم باستدعائي لمساعدة هذه العائلة الحاجة فأجبت النداء,وقت ذهابي بالعائلة طلبت منهم إعطائي بطاقات تعريفهم التي تحمل عنوان مخيمهم,وعندما قرأت البطاقات انتابني شعور في داخلي يقول لي أن هناك خطأ في البطاقات,وفجأة رجعت بذاكرتي إلى الوراء,وكانت عيناي على اسم المؤسسة المطوفة,تذكرت أن هذه الشركة ليست في المكان المكتوب في البطاقات,فقلت لرب الأسرة:خذوا استراحة بسيطة حتى اذهب وأتحقق من صحة وجود المؤسسة بنفسي,فقمت بإعادة المسح مراراً وتكراراً ولم أجد هذه المؤسسة,وأرجعت بصري إلى البطاقات ووجدت رقم هاتف الرجل المسؤول بالمؤسسة فاتصلت بالرقم وسألت الرجل المسؤول ودلني على المكان,لاكن عندما دلني إلى المكان وجدت انه يقول كلاما غير الذي مكتوب في البطاقة فسألته سؤال آخر فقلت له:لماذا كُتب في البطاقات التي أعطيتموها للحجاج معلومات خاطئة؟ فرد علي وقال:لا أدري. تعجبت من الكلام الذي سمعته لكن قمت بإيصال العائلة ولم أجد المؤسسة فعاودت الاتصال به وقال انه يريد أن نلتقي في مكان لكي يأخذ العائلة معه,انتظرت لثلاث ساعات ولم يأتي أحد, لبثنا إلى الساعة الثانية فجرا,اتصلت به مرة أخرى ودلني إلى نفس المكان الذي يريد أن نلقاه فيه,أثناء المكالمة كانت عيني بالخريطة فوجدت المكان الذي حدده لي وحددت موقعي على الخارطة,ووجدت أن المكان يبعد عني عشرة كيلو مترات من حدود منى مع مزدلفة إلى الجمرات,أوصلت العائلة ووجدت الرجل,قامت العائلة بشري فكان ردي لهم :هذا هو واجبي مساعدة خدمة ضيوف الرحمن وخدمة الحجاج شرف لنا نحن الكشافة,وفي طريق عودتي إذا بحاج من أوروبا لايعرف اللغة العربية يسأل رجل أمن عن مقر سكنه فلم يجبه,فكنت في تلك اللحظة أجيد اللغة الانجليزية وذهبت وتكلمت معه وأوصلته إلى مقر سكنه,فحاول شكري بإعطائي مبلغ كبيراً من المال,فرفضت وقل له:هذه خدمه لضيوف الرحمن لا أريد غير أجرها,عدت إلى مقر الفرقة في تمام الساعة الرابعة فجراً استعددت للصلاة وبعد الصلاة ذهبت إلى النوم,لم انم جيدا بسبب أن في داخلي رغبة بالخروج ومساندة زملائي ومساعدة الحجاج,فذهبت إلى الميدان وفعلت مافعلته بالأمس وكان هناك الزيادة في عملي وكلما زاد كلما أحببت عملي,فكان هذا العمل هو شرف تحلى به كشاف

.

الله يكتبه في ميزان حسناااتك

محمد واصل يابطل

» لماذا أنت كشاف
» 60 كشاف من نجران يشاركون غي اليوم العالمي لشلل الأطفال